شهادات

شهادة رقم ٣٩ ضد على المدونة ضد إ.د مهندس وصاحب شركة

في تجاربنا مع العنف الجنسي كنساء، يشكل مستوى الثقة التي نمنحها لمن حولنا من رجال أحيانا خطرًا على أمننا وسلامتنا. فعندما يكون الاعتداء علينا من شخص كان محل ثقة، تصبح التجربة شديدة الثقل، ومصحوبة بمشاعر سلبية تجاه أنفسنا، وتساؤلات مؤلمة عن العالم من حولنا تشاركنا صاحبة الشهادة التالية، قصتها مع إ. د، مهندس وصاحب مشروع خاص  والذي كان محل ثقتها، وتحكي لنا ما تمر به من مشاعر وأفكار. نتمني أن يساعدها الحكي على التعافي، ونتمنى السلامه للأخريات الموجودات في دوائر إ.د

إليكم نص الشهادة كما وردت إلينا من صاحبتها

هحكي عن متحرش

المتحرش الأسوأ دايما والأكثر ايذاءا هو اللي سمحنا لنفسنا نديله الأمان زيي زي معظم البنات اتعلمت امشي في شوارع هذا البلد بتكنيك معين ووش مخيف وخطوة سريعة تخليني أقلل الخسائر جدا بأني محسسش المتحرشين اني فريستهم المثالية. وبرغم كل المحاذير دي إلا إن مفيش ست بتنزل من بيتها إلا وبتتعرض لأهوال وللأسف مع مباركة علنية أو ضمنية من الناس في الشارع.. سواء بقى رايحة شغلها أو بتودي عيالها الدرس أو للدكتور لكن اللي تحرش بيه كان شخص موثوق به .. دخل بيتي هو ومراته وبناته وأنا وبنتي دخلنا بيتهم.. واعتبرتهم أهل.. ولأني كبرت، تصورت اني عندي نظرة أفضل للناس واني حقيقي لقيت ناس كويسين تخليت عن حذري، وقلعت الماسك المخيف اللي على طول لابساه خوفا من المجتمع.. هديت الخطوة واخدت نفس وتعاملت براحة وود وأخوة

مهتمة اني اقول ان قبل “الحادث” كنا بنحمد الله على إن بناتنا لقوا بعض، وأنهم بيقضوا وقت ممتع مع بعض بيسمحلنا احنا كمان ككبار اننا نقضي وقت كأصدقاء دون الاحساس بالذنب والتقصير تجاه أطفالنا وكان دايما بيأكد اننا اهل واني مش لوحدي ولو احتاجت اي شيء أصدقائي وأخواتي جانبي
ده نفس الشخص اللي سمح لنفسه وهو بيوصلني بليل أنه يمد أيده على جزء خاص من جسمي، وهو فاكر اني نايمة في العربية أثناء ما كان سايق.. ريحت راسي على الزجاج جنبي وغمضت عيني.. واستأمنته عمل كده في الوقت اللي بناته نايمين فيه في بيتي جنب بنتي .. مش عارفة اوصف الصدمة الصدمة اللي شلت تفكيري لدرجة اني خفت ومابينتلوش اني حسيت بالجريمة اللي عملها..وكل اللي قدرت اعمله اني بسرعة وضحتله اني صحيت عشان ما يكررش اللي عمله، ومش بس كده ده كمان أانا نازلة من العربيه قال يعني بيسلم فوجئت بيه بيبوسني في بقي ولكني عشان كنت خلاص تحت بيتي استجمعت شجاعتي وزقيته ونزلت..و لحد ما البنات روحوا من عندي، وأصبح عندي وقت اقعد لوحدي واستوعب ايه اللي حصل

قررت اني أبلغ مراته.. ماتصدمتش وطلع انه اعترفلها لما سألته ليه أنا عايزة اقابلها لوحدها في عدم وجوده لا هو ولا البناتوالصدمة الأكبر انها قالتلي “عشان تبقي عارفة دي مش اول مرة وقتها ما ستوعبتش وبشكل غبي وساذج كنت بدور على صك البراءة من جرم معملتوش وذنب لم اقترفه تجاه الزوجة.. وقلتلها ان وجودي مش للانتقام اطلاقا، ولكن لاقتناعي بحقها في المعرفة وحرصا على سلامة البنات اللي بحبهم ويهمني حياتهم ماتدمرش بسبب جرم ابوهم لو فضايحة واعتدائاته على الناس كترت وأكدت هي وصديق مشترك يعلم بسابقة حدوث ده منه وحضر واقعة مشابهة “وده اللي أنا عرفته وما خفي كان أعظم” انهم هيحرصوا على تلقيه للعلاج النفسي عشان الايذاء ده مايقعش على حد تاني وهي اسفة وهو اسف.. وقالتلي لو هيساعدك انك تصدقي أسفه على اللي حصل صدقيه.. قلتلها لما انحر رقبتك واقول اسف ولو بصدق هل ده هيرفع الضرر؟! وخرجت من عندها، وجاتلي حالة فجأة وأنا سايقة على اني فقدت تماما إحساسي بالمكان والزمان.. مبقتش عارفة أنا فين وبعمل ايه.. وقفت في وسط الشارع زي التمثال وعرضت حياتي للخطر وسط كلكسات الناس وهم بيبصوا عليه وبيشوحوا للمجنونة دي

اتحركت من الجمود اللي أصابني لثواني كفيلة لقتلي وروحت.. أو يمكن روحي لسة ماروحتش من وقتها وأنا شخص تاني مش عارف يعيش.. مش عارفة امشي في الشارع ومش قادرة احتمل وجود ناس حواليا، ولا اي نظرة من اي حد في الشارع مش قادرة اتنفس ولا قادرة أقوم من السرير، ولا اعمل اي مجهود وابسط المهمات اليومية أصبحت شاقة جدا حتى سماع صوت بنتي العالي وهي متحمسة وزيارة أمي الاسبوعية مجرد رؤية اي بوست المتحرش بيكتبه على فيس بوك ، وتخيله عايش حياته اليومية عادي بيقتلني
وعدى وقت أكتر واستوعبت جرم الزوجة.. جرم الزوجة اللي في النهاية عايزة تحافظ على بيتها ومصالحهم المادية المشتركة على حسابي انا وباقي الضحايا..عشان هم شركاء (في مشروع)، ومستغربة ازاي الناس دي مش خايفة على سمعتها في الوقت اللي عندهم فيه بنتين صغيرين في عمر بنتي وأصغر، (ومشروع في مجال) المفروض قائم تماما على السمعة والثقة، وكمان مليان بنات كتير بيشتغلوا فيه وأسوأ حاجة ممكن تحصله انه يتعرف انه بيعمل حاجات مخلة بالشرف الخادع جدا فيه هو انه دايما مع مراته وبيتطاول في اللمس في وجودها وده بيخلي ناس كتير حواليه تفتكر انه مكانش يقصد او ان نيته سليمه واخوية ، جرم الزوجة اللي عارفة ان له سابقة وسابتني معاه لوحدي وطلبت مني اركب معاه ويوصلني؟ مخافتش عليه ليه؟ وعدى اسبوع ما مارفعتش عليه سماعة تليفون تتطمن عليا؟ ده انا رخيصة اوي.. يعني انا خايفة عليكي وخايفة على بناتكوا في الوقت اللي محدش خاف عليا وعلى بنتي اللي بقت مع أم مش قادرة تاخد بالها منها! ولا قادرة تاخد بالها من نفسها

صارحت بنتي باللي حصل منهم .. عشان اعلمها اولا وعشان تفهم توابع الموقف اللي هيفقدها اصدقائها للأسف وده للتحذير.. لان شكلهم مع بعض وظهورهم الدائم انهم زوجين متحابين بيخدع جدا في حين انها صورة مزيفة جدا جدا في النهاية.. انا متفقة مع مراته طبعا انه لازم يتعالج من اللي بيخليه يتصرف كده… والعقاب جزء رئيسي وجوهري من عملية العلاج دي… خصوصا انه ماتعاقبش لما عملها قبل كده… يتعاقب الاول علشان ده حقي وحق بنتي عشان نحاول نحس بالأمان تاني وحق اي واحدة هو أذاها قبلي.. وبعدين يبدأ علاج او مايبدأش دي مشكلته”